كلمة المستضيف
كلمة رئيس اللجنة التوجيهية للمنتدى

سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عياف

أمين منطقة الرياض، رئيس المعهد العربي لإنماء المدن

ترتبط المدن العربية والأوروبية بروابط تاريخية عميقة تعود إلى مئات السنين، وقد ساعدت هذه الروابط في تشكيل حضاراتها العربية واقتصادها الزاهر وعمرانها المتين. وفي وقتنا الحاضر أصبحت هذه العلاقات تمثل حجر الأساس في تطور المجتمعات الحضرية والتبادل الاقتصادي والثقافي بين المنطقتين، وقد نتج عن ذلك مدناً تشكل ثقلاً اقتصاديًا مهماً على مستوى العالم وتلهم سكانها وزائريها في تقديم الأفكار والمشاريع التي تسهم في تقدم البشرية. 

إن فكرة منتدى حوار المدن العربية الأوروبية 2025 جاءت بهدف توثيق الروابط بين قادة المدن ومجتمعاتها والمنظمات من خلال الحوار البناء الذي يحترم تنوع القيم والثقافات ويضيف إليها تبادل الرؤى حول مواجهة العديد من التحديات الحضرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئة.

ومما لا شك فيه بأن المدن في كلا المنطقتين دأبت خلال السنوات الماضية إلى وضع خطط حضرية ناجحة وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الملهمة التي أصبحت مثالاً يحتذى به في التنمية والتخطيط البلدي. وبذلك فإن هذا المنتدى يشكل منصة رائدة في تعزيز الشراكات بين المدن واستدامتها، وقد حظيت هذه المبادرة بدعم وتمكين من قيادة المملكة العربية السعودية بما يتواءم مع أهداف رؤية المملكة 2030 في دعم الشراكات النافعة على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتشجيع الاستفادة من تجارب التنمية في كافة المجالات.

إن مبادرة منتدى المدن العربية الأوروبية لا تقتصر على إقامة هذا التجمع التاريخي لعمداء المدن والأمناء ورؤساء الجهات المحلية والمنظمات الدولية في مدينة الرياض، بل إن مدينة الرياض ستكون منطلق هذه المبادرة المستدامة والتي سيتم تنظيمها في كل عامين وبالمداولة بين المدن العربية والأوروبية بهدف متابعة ما ينتج عنها من اتفاقيات شراكة، ومبادرات ومشاريع حضرية وتبادل لممارسات التطوير البلدي بين المدن المشاركة في المنتدى. كما أن هذه المبادرة ستساعد المدن على استكشاف الاهتمامات وفرص التعاون من خلال أنشطة المنتدى والتي تشجع على النقاش والتفاعل بين مسئولي المدن والمنظمات والصناديق التنموية وذلك على المستويات الثنائية والجماعية بما يحقق التوقعات والنتائج الايجابية من مبادرة الحوار. 

وإيماناً منا بدور المنظمات الحضرية غير الحكومية في تمكين المدن وبناء جسور الشراكات فيما بينها وبدوري كرئيس للمعهد العربي لإنماء المدن، فسيكون للمنظمات المشاركة دور لا يقل أهمية عن دور المدن والبلديات المشاركة وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في تنظيم الملتقيات وورش العمل في مواضيع متنوعة من التنمية الحضرية.

وفي الختام، نرحب بجميع المدن العربية والأوروبية وقادتها وممثلي المنظمات الحضرية العالمية والصناديق التنموية في الرياض عاصمة التحول الحضري، كما نشكرهم جزيل الشكر على المشاركة في هذا المنتدى الذي يشكل خارطة الطريق نحو مستقبل حضري أفضل مبنى على الشراكة الفاعلة والاحتفاء بالتنوع الثقافي لمجتمعات نابضة بالحياة.